Mideastweb: Middle East

لمقال الأول: إجراءات الثقة

   .    MidEastWeb in English

المقال الأول: إجراءات الثقة

مارك كوهين

 باريس – يعتمد النجاح في تحقيق سلام حقيقي في الشرق الأوسط على أكثر من مجرد تهميش حماس في غزة والضفة الغربية وتسوية سياسية مع السلطة الفلسطينية فقط.  الأمر الحاسم هو ضرورة قبول دول عربية أخرى في المنطقة بمستقبل فلسطين كدولة جوار كاملة السيادة، وقبول المواطنين الفلسطينيين كذلك كأعضاء في مجتمع الشرق الأوسط.  وسوف توفر خطوات راسخة كذلك في هذا الاتجاه – بحيث يتوقف التعامل مع الفلسطينيين من قبل الدول العربية المجاورة كمنبوذين أو جنود في الخطوط الأمامية في الحرب ضد إسرائيل – توفر بدورها للإسرائيليين وحكومتهم الثقة الضرورية للقيام بتنازلات في العملية السلمية.

 يحتاج كل من الفلسطينيين والإسرائيليين بأن يقتنعوا أن بإمكان العملية السياسية أن تؤدي إلى تغيير بنّاء في حالة كل منهما.  التقدم في القضايا المعلقة مثل إعادة توطين مستوطني الضفة الغربية والقدس وحق العودة والتزام منظمة التحرير الفلسطينية بوقف أعمال الإرهابيين ومنظماتهم، وهي أمور حيوية غاية في الأهمية.  إلا أن شيئاً من هذا لن يحقق أي تغيير حقيقي ما لم تعترف دول المنطقة (الأردن ومصر وسوريا ولبنان ودول الخليج العَربي) بأن الفلسطينيين، داخل وخارج الدولة الفلسطينية المستقبلية يجب أن يحصلوا على حق السفر والعمل والإلتحاق بالجامعات عبر المنطقة، وهي حقوق منعتها عنهم كل من إسرائيل والدول العربية على حد سواء.

 لن تبرز الحلول الاقتصادية والاجتماعية وكذلك السياسية القابلة للبقاء ما لم يتم وضع حد لعزلة الفلسطينيين من قبل جيرانهم العرب.  ولن تقدم الأطراف التنازلات السياسية الضرورية التي تحقق سلاماً طويل الأمد ما لم يتم تشكيل حل الدولتين في ذلك المضمون.  لماذا؟  لأنه رغم قوتها الاقتصادية لا تستطيع إسرائيل وحدها إجراء تغيير له معنى في حياة 3،5 مليون فلسطيني يعيشون داخل الدولة الجديدة، ولا في حياة 2،4 مليون لاجئ في الأردن وسوريا ولبنان.

 إلا أنه رغم ذلك كله ما زال هناك توقع ضمني على الأقلّ بين العرب والأوروبيين كذلك أن الأمر يعود بطريقة ما إلى إسرائيل بشكل رئيسي لأن توجد الشروط والأوضاع الضرورية لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وتصحيح معاناته.  رغم كونه غير منصف وغير واقعي إلا أن هذا التوقع يعود إلى فترة موغلة في التاريخ.  بالتأكيد، وبعد قيامها باتخاذ قرار علني إلى درجة ما في فترة حرب 1948 بعزل اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات ومنع توحيدهم وتكاملهم مع العالم العربي، استمرت الدول العربية منذ ذلك الحين بالادعاء بأن إسرائيل كانت وما تزال الطرف الوحيد المسؤول عن الحالة الفلسطينية.  حتى يومنا هذا كانت الدول المجاورة غامضة في أفضل الحالات فيما يتعلق بالسماح للفلسطينيين بالسفر إلى أو العمل في مناطقها، ولمدة تزيد على عشرين سنة منذ تقسيم فلسطين عام 1947 قامت بمعارضة إنشاء دولة فلسطينية في الضفة الغربية.  هذا الرفض للاعتراف بالهوية الفلسطينية ينعكس كذلك في قرارات الأمم المتحدة التي تعرف الفلسطينيين ليس كفلسطينيين وإنما كلاجئين عرب.

 إلا أن هذا التوقع، مهما كان نوعه، كانت له نتيجتان عكسيتان.  من الناحية الإسرائيلية أدى هذا التوقع إلى شك متباطئ متردد بأن الدول العربية غير مخلصة في دفاعها الانفعالي الصريح المعلن عن الحقوق الفلسطينية.  على الطرف الفلسطيني أدى ذلك إلى افتراض مهمة حربية على الخطوط المتقدمة لاستعادة شرف الدول العربية الضائع.  وقد أعمى ذلك العديد من الفلسطينيين من احتمالات أية نظرة مستقبلية إلى الشرق أو الشمال أو الجنوب، ونتج عن ذلك تركيز على حق العودة وغيرها من الحقوق السياسية على حساب التركيز على الحق في حياة أفضل.

 

ورغم القضايا المعلقة بين الطرفين الرئيسيين أصبح من الواضح الآن أن ما هو مفيد وجيد للفلسطينيين هو مفيد وجيد لإسرائيل كذلك.  الاعتماد المتبادل للطرفين أشار إليه مروان المعشر، وزير الخارجية الأردني الأسبق، عندما قال إن التقدم بالنسبة للشعب الفلسطيني لا يمكن تحقيقه إلا من خلال السماح للإسرائيليين بأن يكون لهم "شعور حقيقي بالأمن".  كما يؤكد رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي سلام فياض على هذا الموقف بقوله إن جهود السلام لا يمكن أن تنجح ما لم نتعامل مع قضايا إيجاد فرص العمل والتدريب وتحسين مستوى الأمن الداخلي وأسلوب قوي إلى الأمام نحو بناء اقتصاد قادر على البقاء.  بتعابير أكثر وضوحاً لن يقبل الإسرائيليون بتقديم تنازلات للفلسطينيين ما لم يكونوا مقتنعين بأن حل الدولتين هو حل مستدام وليس مجرد توقف قصير الأمد للنزاع.

 

###

*مارك كوهين محام دولي ومستشار في مكتب القانون دايت أند كيس في باريس.  كما أنه يدرس مسارات في تاريخ النظام القانوني في الولايات المتحدة
.  تقوم خدمة Ground Common الإخبارية بتوزيع هذا المقال الذي يمكن الحصول عليه من الموقع www.commongroundnews.org .

(مصدر المقال: خدمة Common Ground الإخبارية، 13 أيلول/سبتمبر 2007)

www.commongroundnews.org

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.


    Contact MidEast Web

ليهود، الديانة اليهودية، العداء للسامية، التلمود، والصهيونية

الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في كبسولة

 

المسرح العربي اليهودي نيماشيم

أولاد سلام إنجليزي

Map of Palestine Map of Israel Map of Iran Map of Syria Map of Afghanistan Jerusalem Detail Map  Map of Egypt Dictionary Middle East Recipes Jerusalem/Quds to Jericho   Israeli-Palestinian History   Middle East Countries   Detailed Iraq Map Map of Iraq Baghdad Map Iraq Iran Islam History History of Arabia   Egypt  History of Israel & Palestine  Israel-Palestine Timeline  History of Zionism Israeli-Palestinian Conflict in a Nutshell Population of Ottoman Palestine Palestinian Parties and armed Groups Middle East Maps  Hamas  MidEastWeb Middle East Master Reference and External Sources