Mideastweb: Middle East

المقال الأول: دور الرأي العام في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي 

 

  

  .    MidEastWeb in English

 المقال الأول: دور الرأي العام في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي 

زياد أبو زيّاد

 

القدس – تنبع أهمية الرأي العام من حقيقة أن باستطاعته لعب دور حاسم، ضمن نظام ديمقراطي، في نقل السلطة بين القوى السياسية المختلفة.  يتوجب على القادة السياسيين والأطراف الأخرى أن تتذكر دائماً أنه عندما يحل يوم الانتخاب، سوف يحكم الناخبون على أدائهم ويقررون ما إذا كانوا يستحقون إعادة الانتخاب أو اسقاطهم لأنهم خيبوا ظن ناخبيهم.  لذا يتوجب على برامج الأحزاب السياسية أن تأخذ بعين الاعتبار دائماً الأجندة العمومية والاهتمامات الأكثر اتساعاً.

 

لا ينطبق هذا المبدأ على مضمون النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

 

على الجانب الفلسطيني، جرت إعاقة هذه العملية منذ البداية، ويتم في نهاية المطاف إحباطها.  للمرة الأولى كان الرأي العام الفلسطيني منهجياً في استبدال نظام فتح بنظام حماس الجديد الذي وعد بالشفافية والحكم الجيد واستئصال الفساد.  النتيجة كانت كارثة سياسية واقتصادية، بسبب مقاطعة المجتمع الدولي لحكومة حماس النمتخبة والحصار الذي فرضه على المناطق المحتلة.

 

إضافة إلى ذلك جرى تلقيم الرأي العام الفلسطيني بأوهام عبر سنوات طويلة من الكفاح الوطني الفلسطيني من أجل التحرير والاستقلال.  في الوقت نفسه تأثر هذا الرأي العام بالمجازر البشعة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اليهود ضد الشعب الفلسطيني.  ممارسات الاحتلال هذه تعمّق من الحقد وعدم الثقة بين الفلسطينيين من ناحية وترفع حدة الحوار وتسبب صدمات وردود فعل وتطرفا من ناحية أخرى. لقد أعمى الاحباط وخيبة الأمل الفلسطينيين إلى درجة أنهم أضحوا لا يستطيعون التفكير بإمكانية أي تطور إيجابي داخل المجتمع أو الرأي العام الإسرائيلي.

 

ومن الأمثلة الأخرى قضية حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وأراضيهم داخل إسرائيل.  لقد اصرَّت المنظمات الفلسطينية وبشكل متواصل على أنه لن يكون هناك حل وسط أو تسوية دون تحقيق حق العودة وتطبيقه. وقد جرى التذكير بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشكل متواصل للتأكيد على هذا الحق. إلا أن أحداً لم يوضح حقيقة أن مجلس الأمن لم يقم بصياغة القرار وإنما قامت بذلك الجمعية العامة، التي تفتقد إلى السلطة لغرض تطبيقه، حتى لو رجعت به إلى مجلس الأمن.  والسبب في ذلك موقف الولايات المتحدة حيال النزاع والضغط الذي تمارسه على الدول الأعضاء لإثنائها عن دعم تطبيق القرار 194، ولأن إسرائيل لن تسمح بعودة اللاجئين الفلسطينيين، حيث أن اهتمامها الرئيسي هو ضمان الطابع اليهودي للدولة والحفاظ على غالبيتها اليهودية.  نتيجة لذلك، ورغم أن القيادة الفلسطينية الحالية مستعدة للتوصل إلى حل وسط حول حق العودة مقابل انسحاب إسرائيلي من القدس الشرقية والضفة الغربية، إلا أن الشعب الفلسطيني لم يلحق بقيادته بعد، وما فتئ يؤمن بإمكانية تحقيق حق العودة.  عندما يحين الوقت، إذا حصل ذلك، لن يكون الرأي العام الفلسطيني قد نضج بشكل كافٍ للموافقة على الحل الوسط، وسوف تواجه القيادة مهمة إقناع شعبها بالانصياع لتلك التسوية.  سوف تثبت تلك بأنها مهمة صعبة، ولكن ليست مستحيلة.

 

أما بالنسبة لإسرائيل، فرغم أنها دولة ديمقراطية يحدث فيها تغيير دوري في الحكم، إلا أن الرأي العام الإسرائيلي يتعرض لتخويف منهجي من قِبَل الأحزاب العقائدية المتنافسة أو القادة السياسيين المتناحرين، يتوقعون من خلاله إملاء أجندتهم الوطنية وأولويات الناخبين.  الرأي العام الإسرائيلي يجري تلقيمه بصورة دورية بالمعلومات المضللة حول السبب الحقيقي للنزاع ونوايا الشعب الفلسطيني، مركزين على النداء الفلسطيني بحق العودة.  كما أن الهجمات الفلسطينية ضد أهداف مدنية في إسرائيل تولد الخوف بين الشعب الإسرائيلي وتذكي نار الحقد والشك.  الجماعات اليمينة في إسرائيل تعرض النزاع على أنه نتيجة لحقد إسلامي تاريخي ضد اليهود، وتناقش أنه لا توجد فرصة حقيقية لتسوية مع الحركة الوطنية الفلسطينية.  والحقيقة هي أن انعدام الحل السياسي للنزاع قوّى شوكة الحركات الدينية على الجانب الفلسطيني، الأمر الذي أعطى مصداقية لجدل "الكراهية التاريخية".  إضافة إلى ذلك، وفي أعقاب فشل محادثات كامب ديفيد الثانية عام 2000، رفع رئيس الوزراء يومها إيهود باراك شعار "لا يوجد شريك فلسطيني" وأقنع الرأي العام الإسرائيلي بأن الفشل عائد برمته إلى الموقف الفلسطيني أو المطالب الفلسطينية.  وهذا ليس صحيحاً بالطبع لأن باراك نفسه ساهم إلى درجة كبيرة بانهيار المحادثات.

 

هناك عملية أخرى تتبلور هذه الأيام.  في الوقت الذي يدّعي فيه رئيس الوزراء إيهود أولرت أنه يبحث مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إمكانات مواصلة المحادثات السياسية للتوصل إلى تسوية حول النزاع، يحذر باراك، وهو وزير الدفاع الآن، من أن الوقت لم يحن بعد لتسوية سياسية بينما يقوم بتكثيف العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين بهدف إجهاض أية إمكانية لعملية سياسية.

 

حقيقة الأمر هي أن باراك يخطط قدماً لانتخابات السنة القادمة، حيث ينوي ترشيح نفسه كزعيم لحزب العمل.  نقطة قوته هي خلفيته العسكرية البارزة.  وحتى يتسنى له الفوز بالانتخابات وأن يصبح رئيس الوزراء المقبل يتوجب عليه وضع قضية الأمن على رأس أولويات الناخبين الإسرائيليين.  وهو يقوم من أجل ذلك بتسريع العمليات الحربية ورفع درجة التوتر وعلى الأرجح تحريض الفلسطينيين على الرد، الأمر الذي سيعمل لصالحه.

 

ختاماً، أعتقد أن كلاً من المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني مصاب بالصدمة وغير قادر على لعب دور فاعل في تغيير مواقف قياداتهما.  فالرأي العام على الطرفين خاضع لتأثيرات منحرفة فاسدة وبالتالي غير قادر على المساهمة بشكل إيجابي تجاه الجهود الرامية إلى إنهاء النزاع. وهذا يمثل تحدياً لحركات السلام ومنظمات المجتمع المدني على الجانبين لجمع قواها بحثاً عن أرضية مشتركة لتشجيع الحوار وكسر الممنوعات وبناء جسور الثقة والتفاهم بين الشعبين.

 

###

*زياد أبو زيّاد هو الناشر المشارك ومحرر مجلة فلسطين – إسرائيل، ومشرّع ووزير سابق في السلطة الوطنية الفلسطينية.  تقوم خدمة
Ground Common الإخبارية بتوزيع هذا المقال الذي يمكن الحصول عليه من الموقع www.commongroundnews.org

 

مصدر المقال: خدمة Common Ground الإخبارية، 11 تشرين الأول/أكتوبر 2007

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.


    Contact MidEast Web

ليهود، الديانة اليهودية، العداء للسامية، التلمود، والصهيونية

الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في كبسولة

 

المسرح العربي اليهودي نيماشيم

أولاد سلام إنجليزي

Map of Palestine Map of Israel Map of Iran Map of Syria Map of Afghanistan Jerusalem Detail Map  Map of Egypt Dictionary Middle East Recipes Jerusalem/Quds to Jericho   Israeli-Palestinian History   Middle East Countries   Detailed Iraq Map Map of Iraq Baghdad Map Iraq Iran Islam History History of Arabia   Egypt  History of Israel & Palestine  Israel-Palestine Timeline  History of Zionism Israeli-Palestinian Conflict in a Nutshell Population of Ottoman Palestine Palestinian Parties and armed Groups Middle East Maps  Hamas  MidEastWeb Middle East Master Reference and External Sources